HICHAMss Admin
عدد الرسائل : 5 العمر : 42 الموقع : al7ikma.ahlamontada.com نقاط : 1 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
| موضوع: الإمام الالكتروني الإثنين ديسمبر 08, 2008 8:57 am | |
| الإمام الالكتروني مصدرها: قسم الأبحاث الشرعية بدارالإفتاء المصرية التاريخ: 22/08/2007 الإسلام كمنهج وحياة لا يتعارض مع مُنْجَزات العلم بقدر ما يتفاعل معها، ارتباطًا بتقدير الإسلام للعلم والعلماء ودورهم في تعمير الأرض وتطويرها، والتيسير على الإنسان في كل أمور حياته، وقد رفع إلى دار الإفتاء الطلب المقيد برقم 3011 لسنة 2005 المتضمن سؤالا عن الحكم الشرعي في استخدام جهاز الكتروني يسمى بـ"الرفيق"، وجاء في السؤال أن الجهاز المسؤول عنه عبارة عن سماعتي أذن يضعهما المصلي على أذنيه عند بدء الصلاة، وبالضغط على السماعة قبل تكبيرة الإحرام يمكنه اختيار ركعتين أو ثلاث أو أربع حسب عدد ركعات صلاة الفرض أو النافلة، ويسمع المصلي ما يلي (مع التنويه في دليل المستخدم على وجوب تكرار ما يسمعه): 1- تكبيرة الاحرام (الله أكبر) ثم يسمع الجهاز يقول (الفاتحة)، ويعطي المصلي بعدها فترة زمنية تمكنه من قراءة القاتحة بنفسه. 2- بعد انتهاء الفترة المحددة لقراءة الفاتحة يبدأ الجهاز في قراءة ما تيسر من آيات الله البينات. 3- بعد انتهاء التلاوة يستمع المصلي إلى تكبيرة الركوع. 4- بعدها يستمع إلى (سمع الله لمن حمده) للاعتدال قائمًا. 5- ثم يستمع إلى تكبيرة السجود الأولى، ثم تكبيرة الجلوس بين السجدتين، ثم تكبيرة السجود الثانية، ثم تكبيرة الرفع قائمًا لبدء الركعة التالية، أو تكبيرة الجلوس لقراءة التشهد. 6- وبعد الانتهاء من عدد الركعات المحددة يتوقف الجهاز عن العمل تلقائيًّا. ومزايا الجهاز: 1- إتاحة الفرصة للمصلي للاستماع إلى أكبر عدد من آيات القرآن الكريم خلال الصلوات الخمس يوميًّا، ويالتالي يمكنه ختم كتاب الله على الأقل مرة كل أربعة أشهر أو أقل حسب ما يتم برمجة الجهاز عليه. 2- تقليل فرص السهو في الصلاة إلى أقل حد ممكن خاصة بالنسبة لكبار السن؛ لأن كل تكبيرة تكون بصوت محدد يتعود عليه المستخدم بعد أيام قليلة. 3- الجهاز سيتيح لمسلمي العالم وخاصة الموجودين في بلاد لا تتكلم اللغة العربية التعود على النطق الصحيح والقراءة الصحيحة والتعليم والتدريب على القراءة المستمرة المتكررة للقرآن الكريم، وبالتالي حفظ ما تيسر إن أمكن. 4- يساعد المسلمين على نطق القرآن الكريم بصورة سليمة في الصلوات الخمس اليومية، وأيضا في صلاة النوافل وقيام الليل. ملاحظات مهمة: 1- نود أن نؤكد على أن الجهاز ليس بديلا للإمام بأي حال من الأحوال، بل هو مصمم لمن يصلي بمفرده، كما أنه ليس بديلا بأي صورة من الصور عن صلاة الجماعة. 2- سوف ننوه للمصلي في دليل المستخدم على وجوب قراءة الفاتحة، ووجوب قراءة التشهد بنفسه، واتباع كافة الخطوات الشرعية في الصلاة. فجاء جواب أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية كالآتي: الجهاز بحسب ما قرأنا عنه في الطلب ومزاولتنا استخدامه –حيث أرفق السائل نموذجًا منه– جائز استعماله من الناحية الشرعية في الجملة، وإن كنا نقترح أمورًا تحسينية وهي: جعل القراءة بطريقة المصحف المعلِّم، حيث يقرأ القارئ (الجهاز) ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده. استخدام تسجيلات لقراء مجيدين من ناحية التجويد والتلاوة. إضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الآل في موضعهما من سياق الصلاة. وضع إمكانية اختيار كم القرآن المسموع في بداية التشغيل بالصفحات والأرباع أو ما شابه؛ ليناسب الصلوات التي يحب المصلي تطويلها أو تقصيرها. حبذنا لو جعلنا بعد تكبيرة الاحرام نص دعاء الاستفتاح، وفي الركوع والسجود أذكار كلٍّ وأدعيتهما. وهناك ملاحظة أخيرة على الباحث لعمل الجهاز، وهو سماع المصلي للقرآن الكريم بهذا الجهاز –كما ورد في السؤال– فالحقيقة أن المطلوب في صلاة الفرد هو التلاوة لا السماع، فالسماع يكون في صلاة الجماعة الجهرية، حيث يستمع المأمومون لقراءة الإمام، أما المنفرد فأنه يتلو ولا يستمع إلا لنفسه، وعليه فإن طريقة المصحف المعلم المقترحة هي المحققة لهدف صلاة الفرد المطلوبة للسائل.والله سبحانه وتعالى أعلم. ويلاحظ على ما سبق من السؤال والجواب أن الجهاز المسؤول عنه لا يقوم مقام الإمام بحال من الأحوال، بل هو مجرد مساعد ومُرْشد فقط، والمصلي المنفرد الذي يستخدمه ليس له إلا أجر صلاة المنفرد. وقد نبه السائل نفسه على ذلك ولم يرد في الجواب ما يفهم منه العكس، فما شاع في وسائل الإعلام وتناقلته الناس دون تأكد أو تمحيص من أن دار الإفتاء أجازت استعمال جهاز الكتروني يقوم مقام الإمام ويصلي وراءه المصلي وتحتسب له جماعة فهو محض افتراء وتزوير وقول بالباطل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكُل ما سَمِع" ([1]). بقي أن نزيد الأمور إيضاحًا ونجيب عن بعض الاعتراضات التي قد ترد على ما قررناه من جواز استعمال الجهاز المذكور، وتتلخص هذه الاعتراضات فيما يلي: 1- الجهاز يُؤدِّي بالمصلي إلى عدم الخشوع في الصلاة. 2- الجهاز يجعل المصلي يستمع فقط إلى قراءة القرآن، ولا يقرأ هو نفسه حتى الفاتحة لا يقرأها، وعلى هذا فلا تصح صلاته؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ" ([2]). 3- الجهاز يدعو إلى عدم الاهتمام بحفظ القرآن الكريم. 4- الجهاز سيؤدي إلى صرف المسلمين عن الذهاب للصلاة في المساجد. 5- أن مَن لا يحفظ القرآن لم يكلفه الله تعالى قراءة ما لا يحفظ؛ لأنه ليس ذلك في وسعه. قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286] فإذا لم يكن مُكلَّفًا بقراءة ما لا يحفظ، فتكلفه ما لا يجب عليه باطل ([3]). أما أن هذا الجهاز يُؤدِّي بالمصلي إلى عدم الخشوع في الصلاة، فلا نسلم أن هذا الجهاز يُذهب الخشوع على الإطلاق؛ فالمسألة تختلف باختلاف الأشخاص، بل والأحوال أيضًا، ثم إن قضيتنا هي أثر ذلك على صحة الصلاة من عدمه، وانعدام الخشوع لا يؤثر في صحة الصلاة؛ لأنه ليس من أركانها أو من شروط صحتها؛ فقد صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم في الخميصة، وقال: "إنها ألهتني آنفًا عن صلاتي" ([4])، ومع ذلك لم يقطع صلى الله عليه وسلم صلاته، ولم يَذكر أن هذا يُبْطِل الصلاة، ولم يُذكر أنه أعاد الصلاة، ولو سلمنا حتى بأن الاستماع لقراءة هذا الجهاز والترديد وراءه يُذهب الخشوع فلا يتم الاستدلال بذلك على فساد الصلاة، بل إن هذا الجهاز يَعْزِل الْمُصلِّي عن الأصوات المحيطة به التي قد تشغله فعلا عن صلاته، فهو يجعل المصلي أكثر تركيزًا في الصلاة، مما يوصِّلُه إلى الخشوع المطلوب فيها. وأما أن هذا الجهاز يجعل المصلي يستمع فقط إلى قراءة القرآن، ولا يقرأ هو نفسه حتى الفاتحة لا يقرأها، فلا تصح صلاته. فنقول: إن الفتوى أوصت بجعل القراءة في هذا الجهاز كالقراءة في برنامج المصحف الْمُعلِّم، بحيث تكون هناك مساحة بعد قراءة قارئ الجهاز للآية يقرأ فيها المصلي الآية مُرَدِّدًا وراء الجهاز، وعلى هذا فسيقرأ المصلي الفاتحة وما تيسر من القرآن، فصلاته بهذا صحيحة إن شاء الله تعالى. وأما أن هذا الجهاز يدعو إلى عدم الاهتمام بحفظ القرآن الكريم، فنقول: بل هو يدعو إلى حفظ القرآن بطريقة مُتْقَنة من خلال سماعه للقُرَّاء الْمُتْقِنين. وأما أنه سيؤدي إلى صرف المسلمين عن الذهاب للصلاة في المساجد، فإنه لا يدعو المسلمين مطلقًا إلى صرفهم عن صلاة الجماعة؛ لأن الصلاة به لا تقوم مقام صلاة الجماعة مطلقًا، فثوابها ثواب صلاة المنفرد إن صلاها الشخص منفردًا. وأما القول بأن مَن لا يحفظ القرآن لم يكلفه الله تعالى قراءة ما لا يحفظ؛ لأنه ليس ذلك في وسعه، فيناقش بأن قراءة المصلي من حيث هي مطلوب للشارع، إما على وجه الوجوب كالفاتحة في كل ركعة، أو على وجه الندب كقراءة ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة في المواضع التي يطلب فيها ذلك. والواجبات والمندوبات ضربان: أحدهما مقاصد, والثاني وسائل، وللوسائل أحكام المقاصد, والشرع يثيب على الوسائل إلى الطاعات كما يثيب على المقاصد ([5]). وعليه فالاستماع إلى قراءة الجهاز يكون مطلوبًا للشارع؛ لأنه وسيلة إلى مطلوب آخر مقصود وهو القراءة من الْمُصلِّي، وليس في ذلك تكليف للإنسان بما ليس في وسعه. وتظهر فائدة هذا الجهاز في تعليم الجاهل بأحكام وشروط الصلاة من الداخلين في الإسلام حديثًا ولا يستطيع القراءة في الصلاة، أو الطفل الصغير الذي يريد أن يتعلم الصلاة، فالجهاز يكون مرشدًا له. فبان بهذا أن ما قررناه من أن المصلي المنفرد للفرض أو النفل يجوز له الاستماع إلى القراءة بهذا الجهاز، وترديد القراءة وراءه، وصلاته تكون صحيحة وجائزة شرعًا، وليس يقصد من الجهاز أن يقوم مقام الإمام، وإنما جرينا هنا في العنوان على تسميته بالإمام الالكتروني؛ لأن الموضوع قد تسامعه الناس وتناقلوه بهذا العنوان، والله تعالى أعلم.
الهوامش:
________________________________________ ([1]) رواه مسلم (6). ([2]) متفق عليه: رواه البخاري، كتاب الأذان، حديث رقم (763)، ومسلم، كتاب الصلاة، حديث رقم (900). ([3]) انظر: المحلى 2/ 365 ، 3/ 141. بتصرف. ([4]) متفق عليه: رواه البخاري، كتاب الصلاة، حديث رقم (375) ، ومسلم، كتاب المساجد، حديث رقم (1267). ([5]) قواعد الأحكام 1/ | |
|