منتدى جامعة السلطان مولاي اسليمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى جامعة السلطان مولاي اسليمان

و قل رب زدني علما
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
رمضان مبارك ، أدخله الله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام والصحة والعافية

 

 ابن خلدون و علم الاجتماع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام بنلزرك
Admin
هشام بنلزرك


ذكر عدد الرسائل : 147
العمر : 42
الموقع : www.rif9a.forumactif.com
نقاط : 166
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/01/2009

ابن خلدون و علم الاجتماع Empty
مُساهمةموضوع: ابن خلدون و علم الاجتماع   ابن خلدون و علم الاجتماع Icon_minitimeالإثنين مارس 02, 2009 4:10 pm

عدل] علم الاجتماع
أصبح من المسلم به تقريبا في مشارق الارض و مغاربها ، أن ابن خلدون هو مؤسس علم الاجتماع أو علم ((العمران البشري)) كما يسميه. و قد تفطن هو نفسه لهذه الحقيقة عندما قال في مقدمته التي خصصها في الواقع لهذا العلم الجديدSad(... و هذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا...))، و هو علم مستقلبنفسه موضوعه((...العمران البشري و الاجتماع الانساني ))، كما أنه علم يهدف الى (( بيان ما يلحقه من العوارض و الأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، و هذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا )(و اعلم) أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث و أدى اليه الغوص... و كأنه علم مستبط النشأة ، و لعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة ))(المقدمة). و يبدو واضحا ان اكتشاف ابن خلدون لهذا العلم قاده اليه منهجه التاريخي العلمي الذي ينطلق من أن الظواهر الاجتماعية تخضع لقوانين ثابتة و أنها ترتبط ببعضها ارتباط العلة بالمعللول، فكل ظاهرة لها سبب و هي في ذات الوقت سبب لللظاهرة التي تليها . لذلك كان مفهوم العمران البشري عنده يشمل كل الظواهر سواء كانت سكانية(ديمغرافية)،اجتماعية، سياسية، اقتصادية أو ثقافية. فهو يقول في ذلك Sad(فهو خبر عن الاجتماع الانساني الذي هو عمران العالم و ما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال مثل التوحش و التأنس و العصبيات و أصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، و ما ينشأ عن الكسب و العلوم و الصنائع و سائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الاحوال.(المقدمة)،و هنا يلامس أيضا نظرية النشوء و الارتقاء لدى داروين و ان لم يغص فيها .ثم أخذ في تفصيل كل تلك الظواهر مبينا أسبابها و تنائجها، مبتدئا بأن بإيضاح أن الانسان لا يستطيع العيش بمعزل عن ابناء +ه حيثSad( ان الاجتماع الانساني ضروري )) فـ(( الانسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدنية ... و هو معنى العمران )). ثم تعرض للعمران البشري على العموم مبينا أثر البيئة في الكائنات البشرية و هو مايدخل حاليا في علم الاتنولوجيا و الانثروبولوجيا . ثم بعد ذلك تطرق لأنواع العمران البشري تبعا لنمط حياة البشر و أساليبهم الانتاجية Sad(ان اختلاف الأجيال في أحوالهم انما هو باختلاف نحلتهم في المعاش )) مبتدئا بالعمران البدوي باعتباره اسلوب الانتاج الأولي الذ لا يرمي الى لكثر من تحقيق ما هو ضروري للحياة ((...ان اهل البدو المنتحلون للمعاش الطبيعي ... و انهم مقتصرون على الضروري الاقوات و الملابس و المساكن و سائر الأحوال و العوائد)).(المقدمة) ثم يخصص الفصل الثالث من المقدمة للدول و الملك و الخلافة و مراتبها و أسباب و كيفية نشوئها و سقوطها، مؤكدا أن الدعامة الأساسية للحكم تكمن في العصبية . و العصبية عنده أصبحت مقولة اجتماعية احتلت مكانة بارزة في مقدمته حتى اعتبرها العديد من المؤرخين مقولة خلدونية بحتة، و هم محقون في ذلك لأن ابن خلدون اهتم بها اهتماما بالغا الى درجة أنه ربط كل الاحداث الهامة و التغييرات الجذرية التي تطرأ على ((العمران البدوي)) أو ((العمران الحضري )) بوجود أو فقدان العصبية. كما أنها في رأيه المحور الأساسي في حياة الدول و الممالك. و يطنب ابن خلدون في شرح مقولته تلك ، مبينا أن ((العصبية نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا))، ذلك أنها تتولد من النسب و القرابة و تتوقف درجة قوتها أو ضعفها على درجة قرب النسب أو بعده. ثم يتجاوز نطاق القرابة الضيقة المتمثلة في العائلة و يبين أن درجة النسب قد تكون في الولاء للقبيلة و هي العصبية القبلية((... و من هذا الباب الولاء و الحلف اذ نصرة كل احد من احد على أهل ولائه و حلفه للألفة التي تلحق النفس في اهتضام جارها أو قريبها أو نسيبها بوجه من وجوه النسب ، و ذلك لأجل اللحمة الحاصلة من الولاء )). أما اذا اصبح النسب مجهولا غامضا و لم يعد واضحا في أذهان الناس، فإن العصبية تضيع و تختفي هي أيضا.((... بمعنى أن النسب اذا خرج عن الوضوح انتفت النعرة التي تحمل هذه العصبية، فلا منفعة فيه حينئذ )). هذا ولا يمكن للنسب أن يختفي و يختلط في ((العمران البدوي ))، و ذلك أن قساوة الحياة في البادية تجعل القبيلة تعيش حياة عزلة و توحش ، بحيث لا تطمح الأمم في الاختلاط بها و مشاركتها في طريقة عيشها النكداء، وبذلك يحافظ البدو على نقاوة أنسابهم ، و من ثم على عصبيتهم. ((... الصريح من النسب انما يوجد للمتوحشين في القفر ... و ذلك لما اختصوا به من نكد العيش و شظف الأحوال و سوء الموطن ، حملتهم عليها الضرورة التي عينت لهم تلك القسمة... فصار لهم ألفا و عادة، و ربيت فيهم أجيالهم ... فلا ينزع اليهم أحدا من الأمم أن يساهم في حالهم، و لا يأنس بهم أحد من الأجيال ... فيؤمن عليهم لأجل ذلك منت اختلاط انسابهم و فسادها )). أما اذا تطورت حياتهم و أصبحوا في رغد العيش بانضمامهم الى الأرياف و المدن، فإن نسبهم يضيع حتما بسبب كثرة الاختلاط و يفقدون بذلك عصبيتهم.((... ثم يقع الاختلاط في الحواضر مع العجم و غيرهم و فسدت الانساب بالجملة ثمرتها من العصبية فاطرحت ثم تلاشت القبائل و دثرت فدثرت العصبية مدثورها و بقي ذلك في البدو كما كان )). و هكذا نخلص للقول في هذا الصدد بأن العصبية تكون في (( العمران البدوي )) و تفقد في (( العمران الحضري )).
العصبية و السلطة في مرحلة العمران البدوي
و بعد أن تعرض ابن خلدون لمفهوم العصبية و أسبا وجودها أو فقدانها، انتقل الى موضوع حساس و هام ، مبينا دور العصبية فيه ، ألا و هو موضوع ((الرئاسة)) الذي سيتطور في ((العمران الحضري )) الى مفهوم الدولة.فاثناء مرحلة ((العمران البدوي)) يوجد صراع بين مختلف العصبيات على الرئاسة ضمن القبيلة الواحدة، أي ضمن العصبية العامة حيث Sad(..ان كل حي أو بطن من القبائل، و ان كانوا عصابة واحدة لنسبهم العام ، ففيهم أيضا عصبيات أخرى لأنساب خاصة هي أشد التحاما من النسب العام لهم مثل عشير واحد أو أهل بيت واحد أو أخوة بني أب واحد ، لا مثل بني العم الأقربين أو الأبعدين ، فهؤلاء أقعد بنسبهم المخصوص ، و يشاركون من سواهم من العصائب في النسب العام ،و النعرة تقع من أهل نسبهم المخصوص و من أهل النسب العام، ألا أنها في النسب الخاص أشد لقرب اللحمة)). و من هنا ينجم التنافس بين مختلف العصبيات الخاصة على الرئاسة ، تفوز فيه بطبيعة الحال العصبة الخاصة الأقوى التي تحافظ على الرئاسة الى أن تغلبها عصبة خاصة أخرى و هكذا.((...و لما كانت الرئاسة انما تكون بالغلب، وجب أن تكون عصبة ذلك النصاب (أي أهل العصبية الخاصة) أقوى من سائر العصبيات ليقع الغلب بها و تتم الرئاسة لأهلها... فهذا هو سر اشتراط الغلب في العصبة، ومنه تعين استمرار الرئاسة في النصاب المخصوص)). و يحدد ابن خلدون مدة وراثة الرئاسة ضمن العصبية القوية بأربعة أجيال على العموم ، أي بحوالي 120 سنة في تقديره.((ذلك بأن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه و محافظ على الخلال التي هي سبب كونه و بقائه ، و بعده ابن مباشر لأبيه قد سمع منه ذلك و أخذ عنه، ألا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشئ عن المعاين له ثم إذى جاء الثالث كان حظه في الاقتفاء و التقليد خاصة فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد ثم اذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة و أضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم و احتقرها و توهم أن أمر ذلك البنيان لم يكن بمعاناة و لاتكلف ، و إنما هو أمر واجب لهم منذ أول النشأة بمجرد انتسابهم و ليس بعصبية... و اعتبار الأربعة من الأجيال الأربعة بان و مباشر و مقلد و هادم )).و بذلك ينهي ابن خلدون نظريته المتعلقة باسلطة اثناء مرحلة ((العمران البدوي)) و يخلص الى نتيجة أن السلطة في تلم المرحلة مبنية أساسا على العصبية بحيث لا يمكن أن تكون لها قائمة بدونها.
العصبية و السلطة في العمران الحضري
انطلاقا من نظريته السابقة المتعلقة بدور العصبية في الوصول الى الرئاسة في المجتمع البدوي ، واصل ابن خلدون تحليله على نفس النسق فيما يتعلق بالسلطة في المجتمع الحضري مبينا أن العصبية الخاصة بعد استيلائها على الرئاسة تطمح الى ما هو أكثر ، أي الى فرض سيادتها على قبائل أخرى بالقوة ، و عن طريق الحروب و التغلب للوصول إلى مرحلة الملك ((... و هذا التغلب هو الملك ، و هو أمر زائد على الرئاسة... فهو التغلب و الحكم بالقهر ، و صاحبالعصبية إذا بلغ رتبة طلب ما فوقها)). معتمدا في تحقيق ذلك أساسا و بالدرجة الأولى على العصبية حيث إن ((الغاية التي تجري اليها العصبية هي الملك )). فهذه اذن المرحلة الأولى في تأسيس الملك أو الدولة ، و هي مرحلة لا تتم الا من خلال العصبية. و بالوصول الى تلك المرحلة يبدأ ((العمران الحضري )) شيئا فشيئا و تصبح السلطة الجديدة تفكر في تدعيم وضعها آخذة بعين الاعتبار جميع العصبيات التابعة لها، و بذلك فانها لم تعد تعتمد على عامل النسب بل على عوامل اجتماعية و أخلاقية جديدة ، يسميها اب خلدون ((الخلال)). و هنا تدخل الدولة في صراع مع عصبيتها ، لأن وجودها أصبح يتنافى عمليا مع وجود تلك العصبية التي كانت في بداية الأمر سببا في قيامها،(يتراءى لنا مبدأ نفي النفي في المادية الجدلية<اضافة رابط المادية الجدلية ان وجد>). و مع نشوء يتخطى الملك عصبيته الخاصة ، و يعتمد على مختلف العصبيات. و بذلك تتوسع قاعدة الملك و يصبح الحاكم أغنى و أقوى من ذي قبل، بفضل توسع قاعدة الضرائب من ناحية ، و الأموال التي التي تدرها الصناعات الحرفية التي التي تنتعش و تزدهر في مرحلة ((العمران الحضري)) من ناحية أخرى. ولتدعيم ملكه يلجأ الى تعويض القوة العسكرية التي كانت تقدمها له العصبية الخاصة أو العامة(القبيلة) بانشاء جيش من خارج عصبيته، و حتى من عناصر أجنبية عن قومه، و الى اغراق رؤساء قبائل البادية بالأموال ، و بمنح الإقطاعات كتعويض عن الامتيازات السياسية التي فقدوها. و هكذا تبلغ الدولة الجديدة قمة مجدها في تلك المرحلة، ثم تأخذ في الانحدار حيث أن المال يبدأ في النفاذ شيئا فشيئا بسبب كثرة الانفاق على ملذات الحياة و الترف و الدعة. و على الجيوش و مختلف الموظفين الذين يعتمد عليهم الحكم. فيزيد في فرض الضرائب بشكل مجحف ، الشئ الذي يؤدي الى إضعاف المنتجين، فتتراجع الزراعة و تنقص حركة التجارة، و تقل الصناعات ، و تز داد النقمة و بذلك يكون الحكم قد دخل مرحلة بداية النهاية ، أي مرحلة الهرم التي ستنتهي حتما بزواله و قيام ملك جديد يمر بنفس الأطوار السابقةاغلتي يجملها اب خلدون في خمسة أطوار . ((... و حالات الدولة و أطوارها لا تعدو في الغالب خمسة أطوار. -الطور الاول طور الظفر بالبغية، و غلب المدافع و الممانع، و الاستيلاء على الملك و انتزاعه من أيدي الدولة السالفة قبلها.فيكون صاحب الدولة في هذا الطور أسوة بقومه في اكتساب المجد و جباية المال و المدافعة عن الحوزة و الحماية لا ينفرد دونهم بشيء لأن ذلك هو مقتضى العصبية التي وقع بها الغلب، و هي لم تزل بعد بحالها .
- و الطور الثاني طور الاستبداد على قومه و الانفراد دونهم بالملك و كبحهم عن التطاول للمساهمة و المشاركة.و يكون صاحب الدولة في هذا الطور معنيا باصطناع الرجال و اتخاذ الموالي و الصنائع و الاستكثار من ذلك ، لجدع أنوف أهل عصبيته و عشيرته المقاسمين له في نسبه ، الضاربين في الملك بمثل سهمه.فهو يدافعهم عن الأمر و يصدهم عن موارده و يردهم على أعقابهم أن بخلصوا إليه حتى يقر الأمر في نصابه
- الطور الثالث طور الفراغ و الدعة لتحصيل ثمرات الملك مما تنزع طباع البشر اليه من تحصيل المال و تخليد الآثار و بعد الصيت، فسيتفرغ وسعه في الجباية و ضبط الدخل و الخرج، و احصاء النفقات و القصد فيها، و تشييد المباني الحافلة و المصانع العظيمة ، و الامصار المتسعة ، و الهياكل المرتفعة، و اجازة الوفود من أشرف الأمم و وجوه القبائل و بث المعروف في أهله . هذا مع التوسعة على صنائعه و حاشيته في أحوالهم بالمال و الجاه، و اعتراض جنوده و ادرار ارزاقهم و انصافهم في اعطياتهم لكل هلال ، حتى يظهر أثر ذلك عليهم ذلك في ملابسهم و شكتهم و شاراتهم يوم الزينة...و هذا الطور آخر أطوار الاستبداد
- الطور الرابع طور القنوع و المسالمة و يكون صاحب الدولة في هذا قانعا بما أولوه سلما لأنظاره من الملوك و اقتاله مقلدا للماضين من سلفه... و يرى أن الخروج عن تقليده فساد أمره و أنهم أبصر بما بنوا من مجده.
- الطور الخامس طور الاسراف و التبذير و يكون صاحب الدولة في هذا الطور متلفا لما جمع أولوه في سبيل الشهوات و الملاذ و الكرم على بطانته و في مجالسه ، و اصطناع أخدان السوء و خضراء الدمن ، و تقليدهم عظيمات الامور التي لا يستقلون بحملها، و لايعرفون ما يأتون و يذرون منها، مستفسدا لكبار الاولياء من قومه و صنائع سلفه، حتى يضطغنوا عليه و يتخاذلوا عن نصرته، مضيعا من جنده بما أنفق من أعطياتهم في شهواتهم... و في هذا الطور تحصل في الدولة طبيعة الهرم ، و يستولي عليها المرض المزمن الذي لا تكاد تخلص منه..أي أن تنقرض)).(المقدمة) و اذن فان تحليل ابن خلدون بولادة و نمو و هرم الدولة هو ذو أهمية بالغة ، لأنه ينطلق من دراسة الحركة الداخلية للدولة المتمثلة في العصبية ، تلك المقولة الاجتماعية و السياسية التي تعتبر محور كل المقولات و المفاهيم الخلدونية. فقد اعتمد عليها اعتمادا أساسيا في دراسته الجدلية لتطور المجتمعات الانسانية((العمران البشري)) و كأنه يبشر منذ القرن الرابع عشر بما اصطلح على تسميته في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين بـ ((المادية الجدلية)). و في غمرة انطلاقت العلمية الرائعة الرائدة وضع إصبعة على العصب الحساس و الرئيسي ،و ان لم يكن الوحيد في تطور ((العمران البشري)) ألآ و هو الاقتصاد
[[عدل] الفلسفة
يرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: ¸بأن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق. ويحذّر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الاطلاع على العلوم الشرعية من التفسير والفقه، فيقول: ¸وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والاطلاع على التفسير والفقه ولا يُكبَّنَّ أحدٌ عليها وهو خِلْو من علوم الملة فقلَّ أن يَسلَمَ لذلك من معاطبها•.
ولعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. ومن هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يُمعنوا في التجريد العقلي.
[عدل] فلسفة ابن خلدون
امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى على أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة من موطنه الأصيل تونس و بقية بلاد شمال أفريقيا الأمازيغية إلى بلدان أخرى مثل مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.

بسبب فكر ابن خلدون الدبلوماسي الحكيم ، أُرسل أكثر من مرة لحل نزاعات دولية ، فقد عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيراً إلى أمير قشتالة لعقد الصلح . [2] وبعد ذلك بأعوام ، استعان أهل دمشق به لطلب الأمان من الحاكم المغولي تيمور لنك ، والتقوا بالفعل . [2][1]
[عدل] الغرب وابن خلدون
كثير من الكتاب الغربيين وصفوا تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ ، وهو له تقدير كبير عندهم.
وربما تكون ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته و تجاربه و دعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا و غربا ، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.
كان شمال أفريقيا أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين الأمازيغية تحكمه ثلاث أسر : المغرب كان تحت سيطرة المرينيين الأمازيغ (1196 - 1464 )، غرب الجزائر كان تحت سيطرة آل عبد الودود الأمازيغ (1236 - 1556 )، تونس و شرق الجزائر و برقة تحت سيطرة الحفصيين الأمازيغ أيضا (1228 - 1574 ). التصارع بين هذه الدول الثلاثة كان على أشده للسيطرة ما أمكن من المغرب الكبير ولكن تميزت فترة الحفصيين بإشعاع ثقافي باهر .وكان المشرق العربي في أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار و التدهوtggtgyh
[عدل] وظائف تولاها
كان ابن خلدون دبلوماسياً حكيماً أيضاً . وقد أُرسل في أكثر من وظيفة دبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول : مثلاً ، عينه السلطان محمد بن الاحمر سفيراً له إلى أمير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما و كان صديقاً مقرباً لوزيره لسان الدين ابن الخطيب .كان وزيراً لدى أبي عبد الله الحفصي سلطان بجاية ، وكان مقرباً من السلطان أبي عنان المرينىقبل أن يسعى بينهما الوشاة . وبعد ذلك بأعوام استعان به أهل دمشق لطلب الأمان من الحاكم المغولي القاسي تيمورلنك ، وتم اللقاء بينهما . وصف ابن خلدون اللقاء في مذكراته. إذ يصف ما رآه من طباع الطاغية ، ووحشيته في التعامل مع المدن التي يفتحها ، ويقدم تقييماً متميزاً لكل ما شاهد في رسالة خطها لملك المغرب الخصال الإسلامية لشخصية ابن خلدون ، أسلوبه الحكيم في التعامل مع تيمور لنك مثلاً، وذكائه وكرمه ، وغيرها من الصفات التي أدت في نهاية المطاف لنجاته من هذه المحنة، تجعل من التعريف عملاً متميزاً عن غيره من نصوص أدب المذكرات العربية والعالمية. فنحن نرى هنا الملامح الإسلامية لعالم كبير واجه المحن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة. ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع. ساهم في الدعوة للسلطان أبى حمو الزيانى سلطان تلمسان بين القبائل بعد سقوط بجاية في يد سلطان قسنطينة أبى العباس الحفصى وأرسل أخاه يحيى بن خلدون ليكون وزيراً لدى أبى حمو.
[عدل] وفاته
وتوفي في مصر عام 1406 م، و دفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة. وقبره غير معروف. والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة.
وله قصيدة في الحنين لموطنه تونس
أحن إلى ألفي وقد حال دونهم مهامه فيح دونهن سباسب
و يبقى ابن خلدون اليوم شاهدا على عظمة الفكر الإسلامي المتميز بالدقة و الجدية العلمية والقدرة على التجديد لاثراء الفكر الانساني.
[عدل] كتبه ومؤلفاته
• تاريخ ابن خلدون, المسمى بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.
• شفاء السائل لتهذيب المسائل. نشره وعلق عليه أغناطيوس عبده اليسوعي.
• مقدمة ابن خلدون
• كتاب مذكراته ، التعريف بابن خلدون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://rif9a.forumactif.com/
 
ابن خلدون و علم الاجتماع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم الاجتماع
» ابن خلدون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جامعة السلطان مولاي اسليمان :: مسلك الدراسات الاسلامية :: علم الإجتماع-
انتقل الى: